السياسة مصالح و تمثيل ومحاصصة، وكعكة يتقاسمها الجميع، لا مجال فيها للمبادئ والقناعات الزائفة ، فمن لم يجد ذاته في كيّان سياسي لن يكمل يومه الثاني في صفوفه؛ هكذا الحقيقة دون نفاق وبلا رتوش، فمنذ أن بدأت التعددّية الحزبية لم نعرف في هذا الوطن مواقف بلا ثمن، ولا انتماءات دون جدوائية لأصحابها ولو كانت على حساب أمن البلد واستقراره.
قبل سنوات دخلت شريحة #لمعلمين على خط الأطماع السياسية، بعد أن كانت في منأى عن عبثِ الانتهازيين من أبنائها وظلّت إلى عهد قريب، شريحة مسالمة ودودة تعمل في صمت ويذوب أغلبها في قبائل ومجموعات تحسب منها و عليها في جميع الاستحقاقات الإنتخابية، قبل أن يلعب حزب "تواصل" لعبته الشرائحية المقيتة ويفرضَ على #المخزن اختراق حراك لمعلمين رغم أن رموز ذاك الحراك لا يمثلون غير أنفسهم..!
استفاد بعض أطر شريحة لمعلمين من سياسة الشرائحية واللّونية التي تبناها بسرعة البرق النظام السابق، غير أن من وقع عليهم الإختيار وقتها لم يكونوا سوى نَفعيين تواروا عن الأنظار عند استلام أول راتب شهري.
عموماً لم يخدم الحراك غير #ثلة قليلة ما كانت في السابق في العير ولا في النفير، ولم تكن يوما تتصدر أطر الشريحة وأسماء أسرها المعروفة.. أي بما معناه أنه "زرعً في مالا حصاد فيه".
اليوم يعدٌ دكاترة #لمعلمين بالمئات، ولا يخلو أي مجال إلا ويرتكز على أطر (مهندسين وفنيين) على أعلى مستوى ينحدرون من هذه الشريحة الشريفة، ولهم اليد الطولى في مختلف المجالات الثقافية، الاقتصادية وفي الاجتماعية، وكان من الإنصاف على الأقل أن يمثلوا بنسبة معتبرة في لوائح حزب الإنصاف وأن يتوسّم الحزب خيراً في خطابات رئيس الجمهورية المتكررة حول إعادة الإعتبار للفئات المغبونة والمهمشة، لكن أن يتمخّض الجبل ويلدُ مرشحة "وحيدة" خرجت لتوها من مَغارة حزب مفطوح التوجه والمآلات، فتلك خطوة تعكسُ إصرار الحزب ليس على تغييب شريحة ذات قيمة كبيرة فحسب، بل في الإمعان في إهانتها وإبعادها عن سبق إصرار وترصّد عن مراكز صنع القرار.