قياس الأزمنة في الحسانية (3) / سيدي أحمد ولد الأمير

ثلاثاء, 30/03/2021 - 21:16

ذكرنا في حلقتين سابقتين بعض اصطلاحات متكلمي الحسانية للمكاييل والموازين وألفاظ قيسها ومعيارها، ثم تطرقنا لقيس الأمكنة في هذه اللهجة العربية الجميلة، وسنتناول في هذه الحلقة مصطلحات ضبط الأزمنة، فللحسانية معجم واسع في هذا الحقل الدلالي. وقد نبهت إلى المراجع التي اعتمدت عليها في تينك الحلقتين.

قياس الزمان في الحسانية

إن تعامل متحدثي الحسانية مع الزمان يقوم على تقديم الليل على النهار، وهم في ذلك على سنن عربي أصيل وتقليد عريق في الجزيرة العربية، فاليوم ينقسم إلى ليلة ونهارها ويبدأ من غروب الشمس. فيوم الاثنين مثلا يبدأ عند متحدثي الحسانية من غروب الشمس يوم الأحد لا من الساعة صفر عند منتصف الليل كما هو المعيار العالمي اليوم. وتنتهي الليلة عند "اطلوع الفجر" وينتهي النهار عند "اطياح الشمس". ويطلق على الليل والنهار معها "اتْنُوبْ"، ويقال "ثلاثتْ اتْنُوبْ" لليلة ونهار وليلة أي 36 ساعة بحسابنا اليوم، و"أربعة اتْنُوبْ" ليلة ونهارها وليلة ونهارها أي 48 ساعة، و"خمسة اتْنُوبْ" ليلة ونهارها وليلة ونهارها وليلة، وهكذا لأن العد يبدأ بالليلة فهي مقدمة على النهار عند متكلمي الحسانية.

وبخصوص الليل فينقسم إلى ثلاث وحدات كبرى غير محددة بدقة: "أول الليل"، و"موسْطَ من الليلْ"، و"اعݣاب الليل". وهناك ساعتان عند الفجر وساعتان عند الغروب تسمى في الحسانية "ساعتيْ الظل"، وهو ارتباط أصيل بين قياس الزمن وظل الإنسان أو ظل الأشياء مشهور في الحضارات القديمة (المصرية مثلا) وفي الثقافة العربية الإسلامية؛ حيث نعرف أن وقتي الصلاتين النهاريتين (الظهر والعصر) كانا يقاسان بالظل. و"ساعتيْ الظل" في الحسانية تطلقان على ساعتي اختلاط الظلمة بضوء الشمس شروقا أو غروبا. وتسمى "ساعتيْ الظل" في الفرنسية بتعبير مجازي وهو: (Entre chien et loup) أي بالترجمة الحرفية (بين الكلب والذئب). وقد ظهر هذا التعبير في الفرنسية، كما تذكر المعاجم الفرنسية التأثيلية، في القرن الثالث عشر الميلادي. وأصل العبارة كما يقولون هو الوقت الذي لا يستطيع فيه الإنسان أن يميز بين الكلب والذئب بسبب الظلمة الطاغية على الضوء، فمن هنا جاءت هذا المجاز، ولكل لغة طريقتها في تنظيم المدركات الزمانية والمكانية.

والتقسيم الزماني كثير الألفاظ متعدد الإشارات في الحسانية ومن ذلك:

- الشفق: وهو لفظ فصيح، ويعني بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أَول الليل تُرَى في المغرب إلى صلاة العشاء. و"الشفق" في الحسانية ثلاث مراحل:

الشفق الأحمر: ويعني بقايا ضوء الشمس المُحْمَرِّ، ويتداخل معه:

الشفق الأبيض: ويعني بقايا ضوء الشمس المُبيَضِّ،

ثم اطياح الشفق: ويعني انمحاء ما تبقى من ضوء الشمس وحلول ظلام الليل، وهو عند الفقهاء دخول وقت العشاء.

- "المغرب"، ويليه "المغرب غادي" وبعد ذلك "لعْشَ": أي العِشاء، أي ساعة ونصف بعد غروب الشمس.

وبعد ذلك: عتمتْ اغْنمْ: وتعني بعد وقت العشاء بقليل، فأهل البادية كانوا يحلبون الغنم (معْزًا ونعاجا) بعيد صلاة العشاء بقليل.

- العتمه: وتنقسم إلى فترتين:

عتمت ابݣر: أي وقت حلب الأبقار، وتليها:

عتمت إبل: أي وقت حلب الإبل، وعادة ما يقدمون حلب البقر على حلب الإبل.

- "نص الليل"، ويقابل الساعة صفر بالمعيار الحديث.

- "ثلث الليل التالي" ويليه "سدسْ"، ثم "اعݣيبت ليلْ" ثم "أذانْ الديوكْ"، أي صياح الديكة وهو بدء النهار. ثم "الفجر"، ويليه "الاسفارْ".

وعن امتداد ضوء النهار يقولون لأوله: "الصبحْ"، ثم "امع اصباحْ"، ثم "أول وقتْ"، ثم "اطلوعْ الشمس"، ثم "اظهور الشمس مرتين".

وعند بدء الضحى يقولون: "اظْحَيَّ"، ثم "اظْحَى"، ثم "اظحى اكبير".

وبعد الضحى: يقولون: "أول ݣايْلَه"، ثم "الݣايْلَه"، ثم "عݣبتْ ݣايْلَه"، ثم "أزَبَّارْ"، ثم "حامي الفوݣ وحامي التحت"، ثم "ݣايلت الظهر".

وفي منتصف النهار يقولون: "الزوال"، ثم "الظهر"، ثم "الظهر حامي"، ثم "الظهر بارد"، ثم "الظهر غادي"، ثم "بين الأوقات".

وعند المساء يقولون: "عصر حامي"، ثم "العصر"، ثم "عصر عادي"، ثم "عصر بارد"، ثم "اعصيْرْ" ثم "اعشيَّ"، ثم "الدحميس"، ثم "ادحيْميس"، ثم "الغروبْ"، ثم "أرواح الشمس"، ثم "اطياح الشمس"، ثم "الاصفرار"، ثم "طاحت ما طاحتْ".

ويقولون للوقت القصير "رَمْشَه"، و"رمشت عينْ" و"اسويعه" وهي تصغير ساعة.

يقول أحمدُّ بمبَ ولد ألمين رحمه الله:

صيد الرِّيمْ الْ منهَ فازهيدْ * ما يتحيّدْ تحياد ابعيدْ

ݣاسْ البارحْ عنهَ لمسيدْ * صلَّ لعشَ رمشَ وامشَ

والبارح غلبُ ݣاعْ أُعيدْ * لمسيدْ ولا صلّ لعشَ

وكان للموريتانيين اهتمام خاص بمنازل القمر، وهي ثمانٌ وعشرون منزلة، تظهَر أربع عشرة منها كل ليلة. وأول المنازل يكون في شرق السماء عند المغرب. منها: الطرفة والجبهة والخرتان والسماك والعواء... إلى آخره. وكانت معرفة المنازل وترتيبها وتقسيمها على أشهر السنة وصفتها في السماء مهمة جدا وجديرة بالمعرفة في المجتمع الشنقيطي، وتدرس في بعض المحاظر الشنقيطية. وقد نظمها العلامة أبن عَبْدَمْ بن عبد الله بن الأمين الديماني، وهو العالم الجليل والمؤلف المدرس وصاحب المحظرة الشهيرة وكان أحد أبرز النحاة في عصره، وقد توفي رحمه الله 1286هـ أي 1869م. يقول في بداية نظمه:

يقول نجلُ عبدم الديماني * المرتجي العفو من الرحمنِ

تَظهَر في الرابع من يناير * بالمغرب الطَّرفةُ للنواظر

وجبهةٌ تبدو بسابعِ عَشَرْ * والخِرَتَانُ بثلاثين ظهر...

ويقولون لبطن الحوت والنطحة والبطين "نجوم الماء: نجوم الطاء"، لأن في كل منها طاءً، ولأن أولها في التاسع من سبتمبر وآخرها في خامس أكتوبر، فهي في فترة الخريف حين تهطل الأمطار. ولهم عبارات وتجارب مرتبطة بمنازل القمر نتركها خوف التطويل.

وكانت للشناقطة اعتقادات في أيام السفر، فهم فيفضلون السفر يوم الاثنين، ويتفاءلون به فهو يوم ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وفيه أنزل عليه أول الوحي بداية البعثة النبوية. ولهم في السفر يوم الخميس اعتقاد إيجابي عظيم خاصة إذا كان السفر طويلا ففيه جلب للحظ ودفع للمضرة. ولعل من أسباب تفاؤلهم بيومي الاثنين والخميس أنه يستحب فيهما الصيام تطوعا دون سواهما من أيام الأسبوع. ويقولون إن فعل الجمعة معاد؛ لذلك يستحسنون فعل الخير والبر فيه.

إلا أنهم يكرهون السفر يوم الأربعاء الأخيرة من الشهر ويسمونها الأربعاء الكحلاء. ويزعمون أن الله أهلك قوم عاد بِرِيحٍ صرْصرٍ أولها يوم الأربعاء وآخرها يوم الأربعاء وأن فرعون غرق يوم الأربعاء الأخير من الشهر. فلذلك يعتقدون أن نحس يوم الأربعاء مستمر فلا يقدمون فيه على السفر ولا على التزويج. ولا دليل على هذه المعتقدات.

وللشناقطة تسمية خاصة للأشهر القمرية فهي: عاشور (محرم)، والتبيع (صفر)، والمولود (ربيع الأول) والأبيظ الأول (ربيع الثاني)، والأبيظ الوسطاني (جمادى الأولى)، والأبيظ التالي (جمادى الثانية)، ويقولون لها البيظ الثلاثة. ولݣصير الأول (رجب)، ولݣصير الثاني (شعبان)، ويقولون لها: الاݣصار الاثنين. ورمضان، والفطر الأول (شوال) والفطر الثاني (ذو القعدة)، والعيد (ذو الحجة).

يقول ولد سعيد ولد عبد الجليل:

منْ عَاشُورْ اِيلَ الْبِيظْ اُخِيظْ * ذَاكْ امْنْ الشِّهْرَ دَهْرْ اغْلِيظْ

رَاهْ اطْوِيلْ ازْمَانُ وُاعْرِيظْ * مَايِكْصِفْ عَنْ گِدُّ مَحْصُورْ

وَاكْتِنْ عَادْ اَلِّ عِطْبْ احْفِيظْ * نَفْسِ مِنُّ وُالْعِطْبْ اغْرُورْ

فِالْبِيظْ امْنَكْفَرْلِ بِاگْبِيظْ * اَلِّ عَيْنِ فيهْ امْنْ الصُّورْ

عِتْ ءانَ مِنْ عِزِّتْ لِگْرِيظْ * لِلشَّهْرَ وُاجْبِيرْ الْمَدْيُورْ

نِتَّاوُگْ دَايِرْ شَوْفْ الْبِيظْ * مَزِلْتْ افْگَمْرَايِتْ عَاشُورْ

ويقول: الولي ولد الشيخ يبَّه:

الاَبْيَظْ في الغَيْبَ فاتْ مَاتْ * لَوّلْ والثانِي مَاتْ گاتّ

لَوّلْ والثالِثْ ما اتْلاتْ * مِنّو ماهِ عَشْرَايَ

والعشرايَ راهي امْشَاتْ * فَأمَحْصُولِي للغَايَ

واجْبَرْتْ الغايَ غَيرْ رَيْتْ * مِن بطْوِي عنْ مُنَايَ

گدْ الوَسَانِي مَا اتْلَيْتْ * في الغايَ مُولَ غايَ

وتكاد تسميتهم للأشهر الشمسية تكون نفسها المعروفة مغاربيا مع تحريفات نطقية بسيطة. ولهم قواعد معلومة مرتبطة بالأشهر الشمسية كقولهم إن الحر يخف مع انسلاخ شتمبر (سبتمبر)، ويخف البرد مع انسلاخ أشهر الشتاء دجمبر ويناير وفبراير ومارس، يقولون:

لا حرَّ بعد شتمبر * والحر امعَ أثرُ متمارس

لا بردَ بعد دجمبر * يناير فبراير مارس

وكانوا يسمون كل سنة بأشهر ما وقع فيها من حوادث، فعلى سبيل المثال أطلقوا على رأس القرن الرابع عشر الهجري أي 1300هـ (1884م) عام النجمه، أو عام النجمه أم شوالَه. يقول عبد الودود ابن انتهاه الشمسدي في كتابه نيل الأوطار عن سنة 1300هـ: عام النجم: طلعت فيه نجمة لها ذنب طويل قدر خمسة أذرع أو ستة، وضوء المذنب عام على أضواء ما حوله من النجوم وهو عام جدب وشدة.

وفي أحد تواريخ ولاتة عن هذه العام: وفيه ظهر نجم في السماء له ذنب ومكث نحو شهرين يطلع آخر الليل. وذكره أحمد بن كداه الكمليلي في تاريخه قائلا: عام النجم ذو الذنب.

وعرفت سنة 1308هـ/1890م في جميع تواريخ هذه البلاد بعام الجراد.

و1321هـ/ 1903: عام امجي كبولاني وهو أول مستعمر فرنسي حكم هذه البلاد.

ولكل منطقة من هذه البلاد تواريخها الخاصة التي تضبط بها السنوات وأبرز ما وقع فيها، ولا نطيل في ذلك فقد تعرضنا له في تحقيقنا لكتاب حوادث السنين للمختار بن حامدٌ وشرحناه هنالك بما فيه الكفاية.

وبالنسبة لفصول السنة فهنالك اختلاف طفيف فقد احتفظت الحسانية بمسميات الصيف والشتاء والخريف لكنهم يطلقون "تِفِسْكِي" على الربيع. ومما هو شائع في الحسانية أن العشرين يوما الأخيرة من شهر سبتمبر والعشرين يوما الأولى من شهر أكتوبر تسمى "ألاَوَ"، ويقولون "حمَّارْ ألاوَ" أي ذروته لليومين الأخيرين من سبتمبر واليومين الأولين من أكتوبر، ففي هذه الأيام الأربعة تبلغ الحرارة أشدها في صحرائنا.

وفي الحسانية يطلق لفظ “توْچِّي" على فترة تبدأ مع منتصف شهر أغسطس حين تخرج سنابل الحشيش (تَتْكلِّيتْ) إلى منتصف نوفمبر حين يبدأ الشتاء. وخلال هذه الفترة لا تقبل الحيوانات على الشراب وهي الظاهرة المعروفة بـ"الززو" التي تبدأ مع أشهر توْچي وتنتهي مع انتهاء أشهر الشتاء. ويقال إن الحيوان “زازي" وهي صفة والمصدر “الززو"، ويكون الززو متواصلا في مناطق تيرس وآدرار وظهر ولاتة. أما في الݣبلة ومناطق القتاد “أيروار" فإن الززو لا يتعدى بعض الأسابيع من فصل “توْچي".

أما لفظ "لݣريسْ" فأربعون يوما من فصل الشتاء يبلغ فيها البرد أشده وتبدأ حسب التقويم القديم من 10 ديسمبر حتى 20 يناير (أي من 23 ديسمبر حتى 3 فبراير حسب التقويم الغريغوري) من كل سنة.

ومن المعلوم أن أجدادنا كانوا يعتمدون في الأشهر العجمية على التقويم اليولياني القديم الذي يفصل بينه وبين تقويمنا الحالي 13 يوما يسبق بها تقويُمنا الراهن وهو التقويمُ الغريغوري التقويمَ اليوليانيَّ. (واليولياني نسبة ليوليوس قيصر روما الذي فرض تقويمه سنة 45 قبل الميلاد وغريغور الثالث عشر من بابوات الفاتيكان وهو عدل التقويم اليولياني).

ويروى أن الفاضل بن باب أحمد الديماني المتوفى سنة 1698 وهو من سادة قومه وقادتهم، ومن الحكماء المشهود لهم برجاحة العقل وبعد النظر كانت له حكم مستقاة من التجارب، ومن تلك التجارب أنه مع منتصف أكتوبر تقع عدة أمور منها:

1. زيادة ساكنة لحْريثَه (أي حقول الذرة) من ساكنة آسكر (آسكر الحي المقيم وسبب هذه الحركة نحو الحقول هو حلول فترة حصاد حقول الذرة أي البشنَه)

2. تزداد ساكنة آسكر من أهل البادية (لانتهاء زمن البادية وانحسار الخريف ورجوع الناس من الانتجاع)

3. يزداد إمِرْكي “أي الحوائل من البقر والإبل" من الشوائل “أي الإبل والبقر في أول النتاج": أي أن فترة نتاج الحيوان وولادته قد ولت وجفت ضروع ما يحلب من الأنعام وبالتالي صارت الحلائبُ حوائلَ.

4. يستعمل الشهاب ليلا (لبدء البرد وطلائعه)

5. يستعمل مسماك الخيمة نهارا (لأن يوم أكتوبر حار وليله بارد).

6. تكبر ربوة الرماد (لكثرة القوافل والأضياف التي تمر بالحي فيكثر الإطعام ويزداد الرماد)

7. تعلق رأس الناقة بالأشجار (حيث يخضر الطلح فتتعلق الإبل بأكله رافعة رؤوسها).

8. يسفل فم الملقاطة (والملقاطة وعاء لقط وجني الصمغ العربي “العلك" ففي أكتوبر يبدأ موسم الاستصماغ).

9. طبخ بشنه في ماء إݣيدي (لأن حصاد البشنة يتم في هذا الشهر فتصل قوافل الزرع لإݣيدي منطقة الفاضل).

10. بداية ونݣاله أي الذبائح اليومية المتقاسمة بين عدد من أسر الحي حيث تتفق مجموعة أسر (أربع أو ست أو ثماني أو أقل أو أكثر) على أن تذبح كل واحدة منها شاة يوميا وتقسم بعد السلخ إلى أجزاء متقاربة كمًّا، ويصار إلى القرعة أثناء توزيعها بين الأسر. ويدور ذبح الشاة على الأسر يوميا حتى يستغرق الدورُ الجميعَ. وتسمى عملية تجزيء اللحم “التراكيز" فكل جزء لا بد أن يحتوي عظما مهما كالكتف أو الظهر أو الورك ويسمى “اركيزه". والمحظوظ من يحتوي جزؤه على “ركيزة" مهمة.

ومن حكم الفاضل بن باب أحمد رحمهما الله وتجاربه قوله: "اصبرُوا ساعة ويومًا وأسبوعًا وشهرًا وسنةً والعُمُرَ: فالساعةُ عن الطعام، واليومُ للغضَبِ، والأسبوعُ للعكةِ وللبئر، والشهر للرفيق في السفر، والسنة للجار الْجُنُب، والعمرُ للزوجةِ والجارِ ذي القُرْبَى".

وقد نظمت هذه التجربة بقولي:

الصبرُ هو سيد الأخلاقِ ۞ فاصْبِر على كلِّ الذي تلاقي

فكم تلاقي يا فتًى من أمر ۞ ليس له إلا علاجُ الصبر

وقد روينا حكما مذكورَهْ ۞ في الصبر كالآلئ المنثورَهْ:

صبرُ الطعَامِ ساعةٌ تقَرَّرَا ۞ واليومُ للغضبِ صَبْرُهُ جَرَى

الاُسْبوعُ للعكة أو للبيرِ ۞ والشهر للرفيق في المسيرِ

وصبركَ السنةَ للجارِ الْجنُبْ ۞ والعمرُ للزوجة أو جارٍ قرُبْ

رويتُهُ عمنْ روَوْهُ مسندَا ۞ للفاضلِ الشهم بن بابَ أحمدَا

خاتمة:

هذه محاولة لرصد تسميات بعض ألفاظ الحسانية المتعلقة بقيس الأزمنة، وقد أردنا من خلالها الوقوف على بعض السجلات المعجمية التي أثرت في الشعر الحساني وفي الأمثال وغير ذلك مما قد يهم الباحثين بالدرس والتناول