وحوش في صورة بشر .. ذئاب تنتهك براءة الأطفال

جمعة, 19/03/2021 - 18:57

حالة من الغضب والاشمئزاز يشهدها الرأي العام الفترة الحالية جراء مسلسل الإعتداءات المتكررة علي الأطفال ؛الذي كان البطل فيه الأسبوع الماضي :واقعة التحرش بفتاة لم تتجاوز العاشرة من عمرها داخل عمارة بالمعادي

سبقها ايضا تلميذة عشر سنوات ظهرت في مقطع مصورعلي يد أحد الجيران من النافذة ؛وكان معلمها المسن يحتضنها ويقبلها من فمها في غرفة مغلقة.

وفي سياق متصل قضت المحكمة الإدارية العليا بتوقيع عقوبة الفصل علي مدرس ابتدائي بالجيزة تحرش في المدرسة بأربع تلميذات بالصف الرابع.

ويبدو أن وقائع المدرسين لم تنته بعد ؛حيث اعتدى أحدهم علي فتاة صغيرة ببني سويف أثناء درس خصوصي بمنزلها مما أدي إلي صراخها دون انقطاع .

كما نجحت الأجهزة الأمنية في القبض منذ أيام قليلة علي مندوب شركة؛ تحرش بطفلة بمدخل منزل بمدينة بدر وذلك عبر مقطع مصور بعد أربعة شهور من الهرب .

لم يختلف عنه كثيرا الشاب المتزوج الذي تحرش بثلاثة ذكور صغار داخل سيارته بالتجمع وتم كشفه من كاميرات المراقبة, وبينت التحريات أنه في خلافات مع زوجته.

 

المتحرش مجرم وسلوكه من الكبائر
أكدت دار الإفتاء في بيان أن التحرش بالأطفال كبيرة من كبائر الذنوب تنأي عنها كل الفطر السوية وعلي أولي الأمر أن يتصدوا لهذه الجريمة النكراء بكل حزم وحسم وأن يأخذوا بقوة علي يد كل من تسول له نفسه تلويث المجتمع بهذا الفعل المشين ؛مختتمة بيانها بهاشتاج #المتحرش_بالأطفال_مجرم.

ويعتبرالعامل النفسي في هذه القضية هو الأهم ويحتل نصيب الأسد منها , فتحدثنا مع دكتورة مني جابر, استشاري العلاج النفسي للأطفال وخبير الإرشاد الأسري ,التي تقول إن هناك اعتقاد أن التحرش الجنسى بالاطفال يحدث للفئة الأكبر سناً  ولكن اتضح أنه قد يحدث من عمر بضعة أيام إلي ثمان عشر عاما لكلاً من الذكور و الاناث و هو على عكس الفكر السائد حول ضحية التحرش.

 

وتكشف استشاري العلاج النفسي أن التحرش بالصغار له أشكال عدة منها إزالة ملابسهم ،كشف الأعضاء التناسلية أو ملامستها ، حث الطفل على ملامسة جزء من جسم شخص آخر بغرض الإستثارة ، تعليمه او إجباره على مشاهدة أفعال غير مقبولة مثل الاستمناء ، وتعريضه لمشاهدة مقاطع أوصور اباحية.

وتعرب دكتورة مني عن أسفها فيما يتعلق بهوية المعتدين؛ قائلة إنه لم يعد هناك شكل محدد لهم كى نحذر منه الأولاد حيث هناك المعلم المتحرش ، الجار المتحرش ، البائع المتحرش ؛والأصعب حينما يكون من صلب الطفل كالأب و الجد و العم و قد تكون احدى النساء فى العائلة.
.
وتشير إلي أن المعتد يعتمد على خوف الطفل و قلة حيلته والأكثر سوءاً أنه يعلم جيداً أنه سيجد من يبحث له عن مبررات لفعلته بل و يدعوا له بالستر ، فى المقابل يتم إشعار الطفل بالذنب  وقد يصل الأمر لتهديده وعائلته فى حالة الإصرار على الدفاع عن حقوق ابنهم.

و يجب الوضع فى الاعتبار أن ليس كل متحرش مريضا تسقط عنه العقوبة القانونية بل هو مسؤول كاملا عن سلوكه وحادثة المعادى أوضحت بشدة وجود نية و خطة للفعل.

علامات الإيذاء ونتائجها
وتوجه خبير الارشاد الأسري الأهالي بالانتباه إلي العلامات الغريبة التي تظهر فجأة في جسد الابن والتي تكشف تعرضه للإيذاء ؛وعندئذ لابد من طمأنته وعدم لومه وطلب المساعدة من مختص نفسي أوالاتصال بخط نجدة الطفل 16000 ؛والعلامات مثل ظهور كدمات أو خدوش خاصة فى الجزء الأسفل ، ووجود صعوبة فى التبول أو التبرز بشكل مفاجئ بالإضافة إلي العلامات النفسية و السلوكية : مثل العزلة على غير العادة ، الخوف الشديد ، اضطرابات النوم و الكوابيس ، العصبية و سرعة الإستثارة و البكاء لأتفه الأسباب وهذا لم يحدث من قبل ، ايضا تدهور المستوى الاكاديمى ، خوف من بعض الأماكن أو الأشخاص الذين لم يشكلوا خطرا فيما سبق