
في أي تجربة ديمقراطية حقيقية، لا يكتمل الإنجاز ما لم يُعزّز بالتسويق الإعلامي الذي يُعرّف به ويُقرّبه من الناس. فحين تُنجز الدولة مشاريع كبرى في التعليم، أو تُحدِث نقلة في الصحة، أو تُنجز البنى التحتية وتفتح أبواب التشغيل، دون أن تُواكبها حملة إعلامية ممنهجة ومبسطة، تبقى تلك الإنجازات طيّ الكتمان، ويظل المواطن بعيدًا عن الوعي بأهميتها، بل وقد يُضلَّل بشأنها.
المواطن بحاجة لمن يشرح له الإنجاز، لا بمنطق الأرقام الجافة، بل بلغة بسيطة تُظهر له أثر المشروع في حياته اليومية، وتُحمّله مسؤولية صيانته والاعتزاز به.
أما في السياسة، فالأمر أوضح: فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني انتُخب على أساس برنامج واضح المعالم، والإنجازات المتحققة اليوم هي ترجمات عملية لتعهداته. من هنا، فإن الإعلام الوطني مطالب بأن يُذكّر المواطنين بتلك التعهدات، ويُبرز ما تحقق منها، ويشرح ما هو قيد الإنجاز، ويبين حجم التحديات.
في المقابل، هناك معارضة دورها الطبيعي هو النقد، وأحيانًا التشكيك والتشويش. فإن لم نملأ الفراغ بالحقائق، ملأته حملات النفي والتأويل والتزييف.
وهنا يأتي دور وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت اليوم الساحة الأكثر تأثيرًا وخطورة. فهي سريعة، جماهيرية، ولا تخضع لكثير من الضوابط، ما يجعلها سلاحًا ذا حدين. فإما أن نستثمرها لنشر الوعي وتعزيز الثقة، أو نتركها فريسةً للشائعات والمغالطات. إن التفاعل الإيجابي مع هذه المنصات، بوسائل عصرية ومحتوى ذكي وجاذب، هو جزء من المعركة الإعلامية التي لا يجوز خسارتها.
إذًا، التسويق الإعلامي ليس ترفًا، بل واجب وطني لحماية الوعي الجماعي، وتحصين الرأي العام، وضمان بقاء الصدى السياسي والاجتماعي للإنجاز في وجدان الشعب.
المصطفى الشيخ محمد فاضل