لم تترك التحولات الدبلوماسية و الاقتصادية التي شهدتها موريتانيا في ظل حكم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مجالًا للتشويش على الزيارة التي ينتظر أن يقوم بيها للولايات المتحدة الامريكية، ولا لأي بلد آخر..
لكن قصر النظر عند بعض الشباب في المهجر وعدم اطلاعهم ومتابعتهم للتطورات التي تشهدها الساحة على المستوي السياسي و الدولي، جعل هؤلاء لا يدركون أن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يسمتد قوته من شعبه الذي انتخبه بأغلبية معتبرة وقد تعززت تلك الثقة بعد الانجازات الملموسة التي استهدفت جميع شرائح المجتمع خاصة تلك التي ظلًت طيلة عقود من الزمن "ضحية" للغبن والتهميش وعدم المساواة.
وبالرجوع لزيارة الرئيس المنتظرة للنيويورك ، من المهم أن تضيفوا لمعلوماتكم أنه منذ نشاة الدولة الموريتانية لم نرى رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية، يتمتع بثقة الولايات المتحدة الامريكية أكثر من محمد ولد الشيخ الغزواني وهي ليست صدفة فالرجل يحظى كذلك بدعم مطلق من الاتحاد الاوروبي ومن جميع دوائر التمويل مثل البنك و صندوق النقد الدوليين وغيرهما من المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة؛
وكما هو معروف لدي الجميع، يعتبر الرئيس غزواني مرجعية ونموذجا في علاقاته مع الخليج العربي، خاصة مع الامارات والمملكة السعودية والكويت وقطر..
وفي ما يخصّ إفريقيا والدول المغاربية فحدث ولا حرج، كما برهنت زيارته الأخيرة للصين الشعبية من خلال الاستقبال الذي خصص له والتجاوب الايجابي مع أهداف برنامج الزيارة على ذلك وهو ما انبثق عنه شطب الديون وتمويل الصرف الصحي في العاصمة انواكشوط.
إخوتي الأعزاء؛ إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع موريتانيا على أساس التطورات التي شهدتها في ظل حكم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وما تشاهده بنفسها في مجال حقوق الانسان والحريات العامة ومحاربة العبودية و البرامج الشجاعة التي استهدفت الطبقات الهشة فقراء ومهمشين ومرضي وكذلك الإجراءات الهادفة في مجال التعليم والصحة وفصل السلطات وتنظيم الدورة الاقتصادية ومحاربة الفساد وتفعيل آليات الرقابة، وهي نماذج موجزة توضح لكم الزاوية التي تنظر اليوم منها أمريكا للدولة الموريتانية كونها شريكا استراتيجيا فعال في المقاربات الأمنية الدولية ومكافحة الإرهاب في المنطقة.
وأما فيما يخصّ أفق و واقع التعاون الإقتصادي تسجل موريتانيا منذ أربع سنوات تقدما في مجال الحكامة الرشيدة شهدت به كافة المنظمات المتخصصة في أمريكا بالخصوص.
وبالنظر إلى استيراتيجية إعادة تنظيم ثروات الدولة من الحديد والذهب والسمك وقطاع الزراعة والثروة الحيوانية، فإن موريتانيا الآن ورشة كبرى في مجال البحث الجيولوجي وهو ما أظهر العديد من المؤشرات الإجابية ناهيك عن كونها ستشرع في تصدير الغاز خلال الأشهر القليلة القادمة.
ومن هنا تنظر الولايات المتحدة الأمريكية لموريتانيا، وليس إخوتي الأعزاء من خلال أنشطة صبيانية تفتقر للنضج والوعي والمسؤولية.
وفي الأخير، عليكم أن تفهموا بأن الولايات المتحدة هي التي تمنح التأشيرات وشهادات الإقامة و السكن وليست موريتانيا ولا دخل لحكومتها في ذلك ، كما كان عليكم ان تدركون ان ما تقومون به من التشويش على الزيارة يزعج الولايات المتحدة الامريكية أكثر من ما يزعج موريتانيا.
ذ/ محمد سالم ولد احمد