تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة: خلافات جوهرية حول الأهداف النهائية

اثنين, 07/07/2025 - 18:08

نقلت وكالة رويترز، عن مصدرين فلسطينيين، قولهما إن الجولة الأولى من مفاوضات وقف إطلاق النار بالدوحة تعثرت دون تحقيق تقدم ملموس، لأن وفد الاحتلال الإسرائيلي لا يملك صلاحيات حقيقية.

وقالت مصادر عبرية إن الاتفاق لا يزال “بعيدا عن الاكتمال”، برغم رد حماس الإيجابي مبدئيا على المقترح القطري الذي يتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، والإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثة لقتلى صهانية، وانسحابا جزئيا لجيش الاحتلال إلى منطقة عازلة على حدود غزة مع الأراضي المحتلة ومصر، وتدفقا واسعا للمساعدات الإنسانية.

وطالبت حماس بـ”تعديلات طفيفة” لتحقيق النتائج المرجوة، فيما نقلت هيئة البث العبرية عن مصادر لم تسمّها أن إدارة ترامب مستعدة لضمان عدم عودة الحرب في غزة بعد مهلة الـ60 يوما إذا كان ذلك مناسبا، وأن مسألة المساعدات وتوزيعها في غزة لن تشكل عقبة للتوصل لاتفاق.

وجاء استئناف المحادثات قبل توجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، للمرة الثالثة منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة.

وفي تصريحات للصحفيين قبيل مغادرته ولاية نيوجيرسي، قال ترامب: “أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس هذا الأسبوع”، مشيرا إلى أن مفاوضات التهدئة تسير في الاتجاه الصحيح.

وأبلغ جيش الاحتلال الاسرائيلي حكومة نتنياهو باستحالة تحقيق هدفي الحرب معا بالقضاء على حركة حماس والإفراج عن الأسرى، مشددا على أن الأولوية هي استعادة المحتجزين بقطاع غزة.

حكومة الاحتلال تعتزم استئناف الحرب في اليوم الـ61!
تتفق معظم التحليلات العبرية على أن حكومة نتنياهو، رغم موافقتها الشكلية على المقترح الأميركي لوقف القتال لمدة 60 يوما، لا تبدي أيّ رغبة حقيقية في إنهاء الحرب على القطاع.

وتُجمع على أن اليوم الـ61 بعد الهدنة قد يشهد استئنافا حتميا للقتال، انسجاما مع الأهداف المعلنة للحكومة، وأهمها “القضاء على حركة حماس” وتجريد القطاع من السلاح، ومنع أي تهديد مستقبلي ينطلق من غزة نحو تل أبيب، على حد قول مسؤوليها.

وينص المقترح الأميركي، الذي ردت عليه الحركة بالإيجاب مع تسجيل بعض التحفظات، على وقف إطلاق النار مدة شهرين، تُنفذ فيها 5 دفعات من تبادل الأسرى، تشمل إطلاق سراح 10 محتجزين صهاينة أحياء وجثث 18 تم الإعلان عن وفاتهم، مقابل عدد غير محدد بعد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وضمانات لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.

وشملت تحفظات حماس قضايا جوهرية عن كيفية توزيع المساعدات، وضمانات الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال، وتأكيدات على أن وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي إلى وقف دائم للحرب، لا مجرد هدنة مؤقتة يعقبها عدوان أشد.

في المقابل، يتمسك نتنياهو وحكومته بأهداف الحرب الأصلية، وعلى رأسها نزع سلاح غزة، وإقصاء حماس من الحكم، في سياق رؤيتهم الأمنية والعقائدية التي تدعي أن القطاع “جزء من أرض إسرائيل الكبرى”، ما يجعل فكرة الانسحاب الكامل ووقف القتال خيارا مرفوضا من حيث المبدأ لدى اليمين الإسرائيلي المتطرف.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي كان قد أعلن، مساء السبت، أنه سيرسل فريق تفاوض إلى قطر لإجراء محادثات تهدف إلى تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، بعدما أعلنت حماس، الجمعة، أنها “جاهزة بكل جدية للدخول فوراً” في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع الاحتلال في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر.