للتذكير فقط.. / محمد فال عمير

أربعاء, 07/02/2024 - 16:14

ذكرني موقف الرئيس السينغالي ماكي صال المتأرجح ما بين الامتثال باحترام الدستور وترك السلطة في الآجال القانونية  المحددة أصلا أو الاستماتة في التمسك بها بحالة أو بأخرى، ذكرتني هذه الحالة بما جرى في الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2019 حين اقترب وقت "الوداع"… 

حينها ظهرت أولا المبادرات وكانت من انتاج "الفاعلين"، منهم من نظمها في نواكشوط ومنهم من أطلقها من ما يحسبه معقله الاجتماعي والسياسي… وكان عنوان هذه المرحلة "التمسك بالقيادة النيرة وبصانع النهضة"… وقال أحد الشطار المبدعين:

متمسك مسك اخفيف&فرنسي من باريز
ؤلان متمسك كيف &شمن الناس ابعزيز

حتى اقتنع الرئيس ولد عبد العزيز بصدقية وجدوائية المحاولات فكلف بعض مقربيه بالتحرك من أجل حمل الجمعية الوطنية على طلب الرئيس العدول عن احترام الدستور. 
وقف رئيس البرلمان حينها الشيخ ولد بايه في وجه ذلك المسار، كما رفضت مجموعة من النواب منها جمال ولد اليدالي ولمرابط ولد بناهي ومحمد ولد ارزيزيم ومحمد محمود ولد حنن ونواب المعارضة وآخرون لا تحضرني أسماؤهم، وقفوا في وجه الأغلبية التي كانت تريد "التمسك بالنهج وبالقائد"… 
ثم جاءت مرحلة التردد في الخيار وكان الهدف هنا التشكيك في من هو المترشح "الرسمي" فشاركت في تلك الحملة قيادات حكومية وحزبية… كل يوم وتسريب قبل أن يفتح المجال خلسة لبعضهم ويذهب حتى الإعلان عن نيته  الترشح… 
وأمام الرفض الواضح لكل سيناريو يبقي على الحال كما هو، بدأت الحملة الهادفة إلى تثبيط الآمال فيما يعني إمكانية التغيير. ارتكزت هذه الحملة على "عقيدة" هي أن النظام المرتقب ليس إلا طورا من "العشرية" (العبارة ظهرت في تلك الآونة). كما أنها استخدمت آليات بسيطة تتمثل في الدعاية المفرطة لإظهار "محاسن" تلك المرحلة عبر وثائقيات تحكي تجارب البعض تحت القيادة المثالية للرئيس المنتهية ولايته. 
هذه السرديات التي تعاطتها وسائل الإعلام وجماعات التأثير عبر التظاهرات "الشعبية" كانت لفرض حالة من الشعور بأنه لا تغيير في الحكامة. 
ودخلنا في مرحلة الحملة الانتخابية وبإيعاز من "رجاله" حرص الرئيس المنصرف على تسيير الأمور بنفسه واتخذ إجراءات من شأنها ضمان هدف أحسّ به القليل من الناس وهو العمل على أن يكون هنالك شوط ثان وعندها سيجوب الدوائر الانتخابية ويظهر أن المترشح صناعته ليس إلا. 
واستخدم لذلك الوسائل اللوجستية والسياسية كما شكك مرات في استقلالية المترشح وفرض قومه في مفاصيل الحملة، كما مرر رسائل عبر الحزب وبعض أعضاء الحكومة مفادها أنه باق "على أية حال"… 
استحضرت هذه الوقفات بصغة "التعجل" للتذكير فقط.