بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا والصين، قدم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رؤيته الشاملة حول مسيرة التعاون الثنائي وآفاقه المستقبلية.
تقييم العلاقات الموريتانية-الصينية: ستة عقود من التعاون الراسخ
علاقات متينة وقوية: أكد الرئيس أن العلاقات بين البلدين تمتد لأكثر من ستة عقود، وتتميز بالتعاون المتبادل والاحترام التام والتنسيق الكبير في القضايا الإقليمية والدولية.
تنوع مجالات الشراكة: شمل التعاون قطاعات حيوية مثل البنى التحتية، الصيد، الصحة، التعليم، الطاقة، الصناعة، النقل، والتكنولوجيا الرقمية.
تطور ملحوظ منذ 2019: شهد التعاون بين موريتانيا والصين تطوراً ملحوظاً منذ وصول الرئيس الغزواني إلى السلطة، معززاً بشراكات استراتيجية تهدف لتطوير وتنويع الاقتصاد الوطني.
تمويل المشاريع التنموية: في أبريل 2025، وقع البلدان اتفاق تعاون بقيمة 200 مليون يوان صيني (حوالي 1.1 مليار أوقية جديدة) لتمويل مشاريع تنموية حكومية.
انطباعات من دبلوماسية القادة: التزام الرئيس شي جين بينغ
حرص صادق على الشراكة الإفريقية: لمس الرئيس الغزواني خلال لقاءاته المتعددة مع الرئيس شي جين بينغ، التزام الأخير الصادق بتعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية عموماً وموريتانيا خصوصاً.
دعم الدول الأقل نمواً: أكد الرئيس شي على استعداد الصين لمساعدة الدول الأقل نمواً في إفريقيا لتجاوز التحديات التنموية، مع الحفاظ على علاقات شفافة ومبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
آفاق التعاون المستقبلي: تعزيز الشراكة التجارية والاستثمار
الصين الشريك التجاري الأول: أكد الرئيس أن الصين هي الشريك التجاري الأول لموريتانيا.
ديناميكية متصاعدة في التبادل التجاري: بلغ حجم التبادل التجاري في 2024 نحو 2.41 مليار دولار أمريكي، محققاً فائضاً تجارياً لموريتانيا قدره 330 مليون دولار.
فرص استثمارية واعدة: تتطلع موريتانيا إلى جذب الاستثمارات الصينية في مجالات المعادن، الطاقات النظيفة، والبنى التحتية، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي والحوافز الضريبية.
إعفاء جمركي كامل: من المتوقع أن تتعزز الشراكة بعد دخول الإعفاء الجمركي الكامل (100%) للسلع الموريتانية المصدّرة إلى الصين حيز التنفيذ في ديسمبر 2024.
منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك): نموذج رائد للتعاون جنوب-جنوب
مضاعفة وتنوع الشراكة: اعتبر الرئيس أن منتدى فوكاك نموذج رائع لتطور التعاون الصيني-الإفريقي، مما أدى إلى مضاعفة وتنوع الشراكة في البنى التحتية، الطاقة، الصيد، الزراعة، والرقمنة.
زيادة حجم التبادل التجاري: بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا في 2024 نحو 295.6 مليار دولار، مع ارتفاع ملحوظ في الأشهر الأولى من 2025.
التزامات استثمارية ضخمة: تعهدت الصين بتقديم تمويلات واستثمارات جديدة في إفريقيا تقدر بنحو 51 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الثلاث المقبلة، تترجم إلى مشاريع ملموسة في الطاقة المتجددة والتعدين وغيرها.
نقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا: يسعى التعاون إلى تعزيز التنمية المستدامة ونقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا.
العلاقات الصينية-العربية ودور موريتانيا: شراكة شاملة
أساسات صلبة: تنمو العلاقات الصينية-العربية بفضل حرص الجانبين على تعاون شامل ومثمر.
دور موريتانيا: تولي موريتانيا أهمية قصوى لترقية العلاقات الصينية-العربية وتعمل على بناء شراكة استراتيجية راسخة.
نموذج متقدم للتعاون: تجاوز حجم التبادل التجاري 400 مليار دولار في 2023، وشمل التعاون أكثر من 200 مشروع تنموي واستثماري.
اهتمام بالطاقات المتجددة والثقافة: استثمارات ضخمة في المشاريع الخضراء، وإنشاء معاهد كونفوشيوس وورش "لوبان" لتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي.
استثمار موقع موريتانيا ضمن مبادرة "الحزام والطريق"
دعم قوي للمبادرة: موريتانيا تدعم مبادرة "الحزام والطريق" بقوة لاستغلال موقعها الاستراتيجي وثرواتها.
مشاريع تنموية حيوية: التعاون يشمل مشاريع كبرى في البنية التحتية (جسور، موانئ، طرق)، الطاقة، الزراعة (دعم الأمن الغذائي)، الصيد، والتقنيات الرقمية.
تعزيز التعاون في الطاقة المتجددة
تحول طاقوي شامل: موريتانيا تسعى لتحقيق تحول طاقوي مستدام من الطاقات الأحفورية إلى المتجددة.
جذب الاستثمارات الصينية: تشجع موريتانيا جلب الاستثمارات والشراكات الصينية لنقل التكنولوجيا المتطورة في مجال الطاقة المتجددة، لتصبح رائدة قارياً في هذا المجال.
رسالة للشباب ودور التبادل الثقافي
أهمية المعرفة والتعلم: رسالة للشباب الموريتاني والصيني بضرورة التسلح بالمعارف، فالشباب هم عماد التنمية.
التقارب وتعميق العلاقات: برامج التبادل الثقافي واللغوي (مثل معهد كونفوشيوس) لها أثر كبير في التقارب وتعميق العلاقات بين البلدين.
أولويات الدبلوماسية الموريتانية
دبلوماسية نشطة ومتوازنة: حرص على تعزيز صورة موريتانيا دولياً من خلال دبلوماسية تقوم على الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
تعزيز الأمن والسلم: المساهمة الفعالة في نشر الأمن والسلم والاستقرار إقليمياً وقارياً ودولياً.
مستقبل التعاون الإفريقي والدور المشترك مع الصين
نموذج فريد للشراكة: الشراكة الصينية-الإفريقية تُعد نموذجاً فريداً للتعاون الشامل والمستدام.
تكامل اقتصادي: النمو الصيني السريع والفرص الاستثمارية الإفريقية تعد مؤشرات واعدة لخلق تكامل اقتصادي يسمح باستغلال أمثل للموارد.
نظام عالمي أكثر عدلاً: تحقيق الاستفادة المتبادلة بطريقة أكثر عدلاً وإنصافاً في ظل نظام عالمي يحتاج لمراجعة وإصلاح عميق.
